في عتمة الليل وظلامه الدامس يقف القلم عن الكتابة ويتوقف اللسان عن الكلام والعقل يسكنه الخيال والقلب ينبض بالجمال وتسود لغة السكون فوق سماء الكون ويصبح القمر هو الآمر الناهي في مملكة الظلام لا ينطق نجم أو يتحرك الا بأمره ولا يخرج شهب أو نيزك إلا بإذنه ويسعي الكل من أجل أن يبقي منيرا حتي بزوغ أول شعاع فوق سماء النهار لتغازل أشعة الشروق ضوء القمر في خيوط ذهبية أقرب ما تكون إلي الزعفران الوثير حتي يستريح من عناء السفر ووعثاء السهر قبل أن يصير حق تقرير المصير في الأحلام حق أصيل لكل عاشق لرحلة في طريق الموتة الصغري التي نهرب منها بإيقاظ عقولنا علي أنغام العصافير لنبدأ من جديد دورة اليوم الذي يجرنا نحو طريق يأخذ من أعمارنا ويبقي لنا حياة سرمدية في أرض اللا عودة وفوق صعيد جرزا لا شمس فيه ولا قمر أو نجوم.. فقط العملة الوحيدة فيه هي "عملك".. فاجعل من أحلامك في جوف الليل وفي عز يقظتك عملـا صالحا ترضاه يصل بك إلي ذروة ما تريده ويرضي عنك به ربك.. يوم أن تنطق فيه جوارحك وتشهد عليك أو لك أعضاء جسدك والقلب كل يوم يحذرك: إنما نحن بك ان استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق