الأربعاء، 9 أغسطس 2017


أتعبهم مرض السرطان،
غيّر ملامحهم وأكل من أجسادهم وأبعدهم عمن يحبون
لشهور وسنوات طويلة في طريق رحلة العلاج التي جعلتهم
معزولين عنهم داخل غرفة طبية مُغلقة لا يفوح من بين جدرانها غير روائح الأدوية والمُسكِنات والمحاليل الطبية والحُقن الوريدية التي تنتزع أرواحهم عند كل جلسة علاج "كيماوي" أو إشعاع ذري، البعض منهم لا تُفارق الإبتسامة ملامحهم وما يزالون يتشبثون ببقايا الأمل في الشفاء والخلاص من الورم، بينما يسكن الخوف كثير من الأهالي والمصابين بالأورام السرطانية عند سماع صدمة إصابتهم بالمرض ويتملكهم الشعور بالعجز والألم والمرارة التي لا تُفارقهم.


طوابير طويلة تتوافد على بوابات
معاهد ومستشقيات علاج الأورام الحكومية والمؤسسات الخيرية
بصورة يومية من الأطفال والنساء والشباب وكبار السن، الجميع في انتظار تأشيرة
الدخول وتصريح العلاج، لتلقي جلسات العلاج الكيماوي اللازمة، لعدم قدرتهم على تحمل نفقات وتكاليف العلاج الباهظة داخل المراكز والمستشفيات الخاصة، ولكنهم يُفاجئون بأن انتظارهم يطول أكثر بمرور الوقت في ظل تزايد أعداد المصابين بالأورام حتى ينتظر كثير منهم مدة زمنية طويلة تتراوح من 3 - 6 أشهر على قوائم الإنتظار الداخلية قبل أن يتم تخصيص سرير رعاية مُركزة لهم.

هنا تتأخر حالتهم الصحية بصورة كبيرة
نتيجة تحويلهم من أماكن إلى أخرى دون أن يُفلح بروتوكول العلاج
عندهم وعند إجراء التحاليل والأشعة والفحوصات الطبية اللازمة لهم لتشخيص الورم
ومعرفة درجة قوته وانتشاره يزداد الوضع سوءًا ويتمكن الورم من أجسادهم الضعيفة، حيث ينتشر الورم في أماكن أخرى بالجسم وتزداد خطورة حالتهم، وتتراجع نسب الشفاء لديهم بنسبة كبيرة ويطرق الموت أبوابهم وتُصبح أيامهم معدودة في الحياة. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق