من
شوية ركبت مع سواق سيرفيس من كوبري الخشب لميدان لبنان.. وياريتني ما ركبت
معاه أو شفت وشه من الأساس، العربية كانت مهكعه وعفي عليها الزمن وهربت من
ثورة 52 بكفالة والسواق كمان مبالغ فيه..فعلا المخاريب علي سائقيها تركن..
اللي حصل اني فتحت الكتاب اللي معايا وقعدت اقرا فيه كعادتي وإذ فجأتن
فرقة حسب الله اشتغلت أول ما السواق ركب المخروبة المهم اني استأذنته بكل
وداعه وطيبة السنيييين.. وقلت له وطي الصوت شوية
لو سمحت أنا مش عارف اركز.. لقيته استجاب بس بالعكس .. أتاريه بيعليه أكتر
م الاول .. قلت له انت عليته يا ذوق مش وطيته .. قال لي والله السماعات دا
أوطي حاجة فيها .. عملت نفسي من بنها وقلت خليني احاول انعزل عن الدوشة
والضجيج اللي حواليا واعيش في جو الرواية الصعيدية الممتعه.. شوية ولقيت
الصوت أعلي .. ممكن تطفي الكاسيت يا أسطي معايا مكالمة واحتمال تطول شوية :
الصوت جاء من خلفي مباشرة فحمدت ربي ان الناس لسه عندها ارادة للتغيير..
فاستجاب الأسطي هداه الله لنداء الشيخ العجوز الذي أكل الدهر عليه وشرب
كاسات مرممطة وشقي وبؤس.. ومال علي أذني وهمس الي مداعبا والنبي دا جو
تقرا فيه لا النور النيون ولا الدوشة دي تسمح لك بإهانة قدسية كتاب جمييل
زي اللي في ايدك.. قلت له : يا ابويا ياما دقت ع الروس طبول لازم اتعايش
واكيف نفسي مع أي وضع وتحت أي ظرف.. قال لي ربنا يعينك بس انت دماغك نضيفة
انك بتقرا لكاتب زي المنسي قنديل.. أثنيت عليه وشكرته علي إطراءه اللطيف
وملت قليلا الي صاحبي اللي بالخلف راجيا غياه ألا يفرغ من مكالنته ولو من
باب التظاهر حتي نصل إلي الميدان في هدوء ثم تابعت القراءة .. وما هي الا
لحظات من السكون العام حولي حتي فوجئت بكمين ينغص عليً قراءتي ويقطعها
للأبد .. أوقف السائق وسحب منه رخصته لأن نمرة المخروبة غير ظاهرة وعلي راي
المثل "قليل البخت يلاقي العظم في الكرشه" فركنها في جانب الطريق ثم توجه
الي ضابط المرور وحاول استرضاءه وغمزه بعشين جنيه ولكن محاولاته باءت
بالفشل .. فأتي الينا وحمدنا الله أن الموضوع خلص وهنمشي ولكن لم نكن نعلم
أنه يريد ركن المخروبة في شارع جانبي ودون حتي كلمة استآذان اغلق بابها
غاضبا وخرج اليه محاولا استرضاءه والتملل والتذلل اليه أحيانا حتي يرضي عنه
ويرضيه.. فقال لي أحد الركاب الذين تناوبوا في النزول من قبلي : انت في
مصر يا عمونا بلد الفوضي والعشوائية قلت له: تصدق كنت نسيت يا جدع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق