الاثنين، 15 أبريل 2019

تحت المطر

أجلس في سيارة أجرة بينما حبات المطر تنهمر ع الزجاج .. نوبة شتاء طارئة تهجم علينا في منتصف الربيع، النوافذ مُغلقة، الصمت مُطبق ع الجميع، باستثناء صرخات طفل رضيع متعلق بصدر أمه التي تخشى أن ترضعه في طريق عام، فتكتفي بهدهدته ليهدأ قليلا، ولكن هذه الحركات لم تعد تخيل ع أطفال هذه الأيام، فيعلو صراخه ع صوت المطر، سرسوب هواء قادم من الخلف البرودة تتسللل إلى أطراف يدي وأذني، الجو ضبابي والسماء غائمة، ونتفة سحاب عالقة في السماء وأعراض الحساسية تتسحب إلى صدري من جديد كأن المطر يخبط في صدري فيصدر أزيزا وحشرجة كمرجل يغلي، أشعر كأنني في مشهد سريالي من فيلم خيال علمي "Interstellar" مثلا أو ربما فيلم The Bridges of Madison County، وربما أفلامًا أخرى لم ترد ع ذاكرتي الآن، من وراء الشباك قطرات المطر ماتزال تصطدم بالزجاج والزلاجات المكسورة تداعبها بشدة بعد أن غرقت الرؤية في الضباب والزحام يخطف الأضواء من بعيد، فتتوقف السيارة وتتراص في الطريق مع أسراب السيارات العابرة كأنها في جراج عمومي، بينما أسرح بخيالي في لوحات السيارات المعدنية أجمع حروفها لبناء جملة مفيدة، أو غير مفيدة لا يهم.. المهم الآن أن أهرب من هذا الزحام الخانق، ولكن النتيجة كانت مبهرة حقًا.. مشهد يبدو كأنه خارج من إطار سينمائي خالص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق